من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
69069 مشاهدة print word pdf
line-top
(الكلام في الشفاعة)

ص (ويشفع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته بعد ما احترقوا، وصاروا فحما وحمما فيدخلون الجنة بشفاعته، ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات، قال تعالى وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء: 28]، ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين).


س 52 (أ) ماتقول في الشفاعة؟ (ب) وكم عدد الشفاعات؟ (ج) وما الخاصة والعامة؟ (د) ومن الذي يستحقها؟
ج 52 (أ) أصل الشفاعة التوسط للإنسان لتقضى حاجته، والمراد هنا طلب النبي صلى الله عليه وسلم ورغبته إلى ربه بعد إذنه أن يفصل بين عباده، وأن يخرج الموحدين من العذاب، وكذا من يشفع غيره.
وهي ملك لله، قال تعالى قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا [الزمر: 44]، وقد رد الله على المشركين الذين يزعمون أن الأولياء ونحوهم يشفعون لهم، وأخبر أنها لا تكون إلا بعد إذنه تعالى للشافع، ورضاه عن المشفوع له، كما قال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم: 26].
وعند أهل السنة أن الله يأذن لنبينا صلى الله عليه وسلم في الشفاعة، ليظهر فضله، وينال المقام المحمود.
(ب) وقد أحصيت شفاعاته صلى الله عليه وسلم من الأحاديث المتواترة فبلغت ست شفاعات.
(ج) والخاص به عليه الصلاة والسلام خمس 1- الشفاعة العظمى لفصل القضاء والإراحة من الموقف يطلبها الناس من أولي العزم حتى تنتهي إليه -2- شفاعته في فتح أبواب الجنة لدخول أهلها -3- شفاعته لبعض أهل الجنة في رفع درجاتهم 4- شفاعته في أناس استحقوا النار أن لا يدخلوها....، 5- شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب
(ج) وأما العامة فهي شفاعته وشفاعة الأنبياء والصالحين والملائكة في أناس دخلوا النار من الموحدين أن يخرجوا منها، فيخرجون بعد احتراقهم وصيرورتهم (فحما وحمما) أي سودا فيلقون في نهر الحياة فينبتون نبات الحبة في حميل السيل.
(د) ولا تكون الشفاعة للمشركين، كما قال تعالى فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر 48]، وقد أنكرت المعتزلة والخوارج إخراج أهل الكبائر من النار، وردوا أحاديث الشفاعة، بناء على مذهبهم في تغليب جانب الوعيد.

line-bottom